/ 1 مايو 2024

موقع التوحيد والسنة - لعالمة المدينة أ. سلوى بنت حسن السبكي رحمها الله - باب الخوف من  الشرك

موقع التوحيد والسنة - لعالمة المدينة أ. سلوى بنت حسن السبكي رحمها الله - باب الخوف من  الشرك


باب الخوف من  الشرك

نشرت بواسطة : إدارة الموقع 01/01/2020 1033

*باب الخوف من  الشرك
أي وجوب الحذر من الشرك ومن الوقوع فيه ، وفي وسائله وذرائعه  
 
- مناسبة الباب لكتاب التوحيد 
لما ذكر المصنف رحمه الله ( الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) التوحيد وفضله وتحقيقه ناسب أن يذكر الخوف من ضده وهو الشرك، ليحذره المؤمن ويخافه على نفسه . 
 
- ثمرات الخوف من الشرك : 
1- أن يكون عالما بالشرك بأنواعه حتى لا يقع فيه 
2- أن يكون متعلما للتوحيد بأنواعه  
3- الخائف من الشرك يكون قلبه دائم الاستقامة على طاعة الله 
4- الخائف من الشرك إذا غفل كان أشد حاجة الى الإستغفار  
 
- تعريف الشرك : 
هو إشراك غير الله معه في أي نوع من أنواع العبادة  
- أنواعه : أكبر - أصغر - خفي. 

*فوائد قوله تعالى :" إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء "* النساء(٤٨)
- هذه الآية أخوف آية في كتاب الله  
- وهي أرجى آية في كتاب الله تعالى .

- الشرك الأصغر أكبر الكبائر، أكبر من الزنا وشرب الخمر وقطع الرحم والقتل .....

ومن صور الشرك الأصغر :: الحلف بغير الله وتعليق التميمه وقول ما شاء الله وشئت .... 
 
 *مسالة* : 
هل الشرك الأصغر يغفره الله تعالى بدون توبة منه خصوصا مثلا : بالمرض ، والمصائب ، والجمعة الى الجمعة ، والعمرة الى العمرة أم أنه تجب له توبة خاصة وإلا دخل النار ثم خرج منها لأنه لا يخلد  صاحبه في النار مثل : الشرك الاكبر؟؟ 

القول الأول :
أن الشرك الأصغر  لا يغفره الله  وإنما يدخل في موازين الحسنات  والسيئات فإن قابله حسنات كثيرة تزيد عليه نجا وإلا دخل النار ثم يخرج منها 
ذهب إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في إحدى قوليه وتابعه جماعة من علماء التوحيد كالشيخ عبد الرحمان بن حسن وأغلب علماء الدعوة .

 *أدلتهم*  
1- قوله تعالى (إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) (أن يشرك به) مصدر مؤول أي أن الله لا يغفر إشراكا به (إشراكا ) نكرة في سياق النفي تفيد العموم فيضم الشرك الأكبر والأصغر. 
2- وفي الحديث( ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ) أخرجه مسلم

(شيئا) نكرة في سياق الشرط تفيد العموم فعمت الأكبر والأصغر

 القول الثاني : 
أن الشرك الأصغر حكمه كسائر الكبائر ،تحت المشيئة وذهب الى هذا القول ابن القيم  والشيخ ابن سعدي وغيرهم 
  وردوا أدلة الفريق الأول : 
- فقالوا أن  الاية " ان الله ﻻيغفر ان يشرك به " المراد بها الشرك الاكبر نظيرها قوله تعالى "إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة " وهذا في الشرك الاكبر  
فجل النصوص التي جاءت في كتاب الله في بيان اﻵثار المترتبة على الشرك المراد بها الشرك الأكبر. 

- اذا مات العبد وكان عليه ذنوبا لم يتب  منها فهو تحت المشيئة  
مشيئه الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عذبه بها في النار ولم يخلد فيها 

- ومهما يكن من قول الفريقين فإن الشرك يوجب الخوف من الوقوع فيه.

- قال الخليل عليه السلام  " واجنبني وبني أن نعبد الاصنام "(ابراهيم ٣٥)

 *فوائد الآية* 

الخلة :وهي خالص المحبة فهي درجة أرفع من مجرد المحبة  
 لم تثبت  صفة الخلة إلا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في السنّه (لولا أن الله اتخذني خليلا)
وإبراهيم عليه السلام لعظيم مكانتهما ومنزلتهما. 

- دعاء إبراهيم عليه السلام أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام فيها  
شدة خوف إبراهيم من الشرك مع أنه خليل الرحمن فكيف بمن دونه  
- اجنبي ::اجعلني في جانب والأصنام في جانب وإلاجتناب هو ترك الشئ ووسائله. 
 
أن الهداية بيد الله فلا يغتر الإنسان بنفسه وإيمانه وتوحيده بل يبقى على خوف حتى يلقى الله تعالى  
 *الصنم* : ماكان مصورا على مافيه حياة إنسان أوحيوان  
 
 *الوثن* : مالم يكن مصورا كالشجر والحجر والقبر ....فهو أعم من الصنم 
-مشروعية دعاء الإنسان لنفسه ولذريته  
-مشروعية الدعاء لدفع البلاء ؛وأنه لاغنى للعبد عن ربه  
- الرد على الجهال الذين يقولون أنه لايقع الشرك في هذه الأمه  فأمنوا منه فوقعوا فيه 
 
 *قال المصنف رحمه الله تعالى وفي الحديث (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال الرياء) أخرجه أحمد*

 *فوائد الحديث* 

 أن الشرك الأصغر أخوف ما خافه صلى الله عليه وسلم على أصحابه الذين هم أكمل الناس توحيدا بعد الأنبياء فكيف بمن دونهم . 
 
تفسيره صلى الله عليه وسلم للشرك الأصغر بالرياء ﻻنّ النّفوس فيها حب للمنزلة في قلوب الخلق وطلب الرفعة فيحسن الإنسان صورته عند الناس رغبة في حسن الثناء . 
 
- الشرك الأصغر ( الذي هو الرياء)قد يكون محبطا لأصل العمل مثل من ابتدأ نية العمل بالرياء  
وقد يكون محبطا للزياده التي زادها فيه  
- الشيطان حريص على ايقاع أهل التوحيد في الشرك الأصغر وفرحه بذلك أعظم من فرحه بغيره من الذنوب . 
والشرك الأصغر قد يكون في::
1- في النيات مثل يسير الرياء 
2- في الأقوال مثل الحلف بغير الله
3- في الأعمال مثل  تعليق التمائم 
   
 *قال المصنف رحمه الله تعالى :وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من مات وهو يدعو لله نداًّ دخل النار) رواه البخاري*

 *فوائد الحديث* :" من مات وهو يدعوا من دون الله ندا دخل النار" 
- الند : هو المثيل والشبيه  
1- التخويف من الشرك والحث على التوبة منه قبل الموت 
2- أن كل من دعا مع الله نبياً أو وليًا ( حياً أو ميتاً )
أو حجرا أو شجرا فقد جعل ندا لله. 
3- أن الشرك لا يغفر إلا بالتوبة *
 *قال المصنف رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (   من لقي الله وهو لا يشرك  به شيئا دخل الجنه ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ) رواه مسلم**  

*فوائد الحديث*     
 أن من مات على الشرك الأكبر لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة و يخلد في النار ، وإن كان شركا أصغر دخل النار إن لم يكن معه حسنات راجحة لكن لا يخلد فيها 
- وجوب الخوف من الشرك ، لان النجاة من النار مشروطة بالسلامة من الشرك  
- أنه ليس العبرة بكثرة العمل ، وإنما العبرة بالسلامة من الشرك  
- بيان معنى لا إله إلا  الله وأنه ترك الشرك وإفراد الله بالعبادة 
- الفرق بين الشرك الاكبر والاصغر* :*
1- الشرك الأكبر يحبط جميع العمل والشرك الأصغر : يحبط العمل الذي قارنه 
2- الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار ، والأصغر لا يوجب الخلود في النار 
- الشرك الأكبر يخرج من الملة والأصغر لا يخرج من الملة 
على العبد أن يستعيذ بالله جل وعلا من الشرك الأصغر والخفي بقوله صلى الله عليه وسلم  (اللهم اني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه ؛وأستغفرك مما لا أعلم )
حديث صحيح رواه البخاري في الأدب المفرد

Commentsشاركنا بتعليق