موقع التوحيد والسنة - لعالمة المدينة أ. سلوى بنت حسن السبكي رحمها الله - باب ما جاء في الذبح لغير الله
موقع التوحيد والسنة - لعالمة المدينة أ. سلوى بنت حسن السبكي رحمها الله - باب ما جاء في الذبح لغير الله
باب ما جاء في الذبح لغير الله
مناسبة الباب لكتاب التوحيد : أن فيه بيانا لنوع من أنواع الشرك المضادة للتوحيد وهو التقرب لغير جل وعلا بالذبح ومن فعله كان مشركاً الشرك الأكبر
الذبح لله عبادة
عظيمة يجتمع فيها تعظيم الله وإظهار اﻹفتقار إليه وحسن الظن به واﻹنفاق في سبيله.
قال المصنف رحمه الله تعالى قال الله تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) الأنعام ١٦٢_١٦٣
فوائد اﻵية:
النسك : الذبح
محياي : ما يكون في الحياة من أعمال.
مماتي : ما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح .
قل إن صلاتي ونسكي ::تدل على توحيد العبادة توحيد الالوهيه
محياي ومماتي ::تدل على توحيد الربوبية
_ كل العبادات من صلاة وذبح.... تكون لله عزوجل وهو الذي يستحقها فمن صرف شيء منها لغير الله فقد اتخذ شريكا مع الله وهذا حقيقة الشرك.
قال االمصنف وقوله تعالى" فصل لربك وانحر " الكوثر ٢
فوائد الآية :
مما يدل على أن النحر عبادة :
1-أن الله أمر بها
2- قرن بينها وبين الصلاة التي هي من أعظم العبادات.
3-أن الله بين وجوب الاخلاص "لربك وانحر " على أن ﻻيكون النحر إلا لله.
_ معرفة الشيء أنه شرك يرجع الى دﻻلتين:
_التنصيص على أن هذا الشيء شرك ( وجود دليل يبين أن هذا شرك )
الدﻻلة أن هذا الشيء عبادة فبالتالي صرفها لغير الله شرك .
قال سبحانه (انا أعطيناك الكوثر )إن الصلاة والذبح لله من أعظم مظاهر شكر النعم ؛والفاء هنا سببيه أي اشكر الله بتوحيده وصل له وتقرب إليه بالنحر ؛لأن الخير الذي حصل لك منه جل وعلا .
والكوثر :هو الخير العظيم ومنه النهر الذي في الجنة .
أحوال الذبح :
_ أن يذبح بإسم الله لله = فهذا جمع بين الاستعانة بالله والتقرب إليه مثال * العقيقة ، الأضحية ، الهدي ...وهذا هو *التوحيد*
_أن يذبح باسم الله لغير الله = وهذا شرك في العبادة مثال يذبح بسم لله عند قبر الولي الفلاني ؛وهو شرك أكبر مخرج من الملة .
_ أن يذبح باسم غير الله لله =نادر الوقوع وهذا شرك في الاستعانة ان يقول باسم الحسين ويكون ذبحه لله كالأضحية مثلا وهذا شرك أكبر مخرج من الملة.
_أن يذبح باسم غير الله لغير الله = شرك في الاستعانة و شرك العبادة مثال باسم عبد القادر الجيلاني أذبح لهذا القبر وهذا شرك أكبر مخرج من الملة .
_أن يذبح باسم الله ويقصد بالذبيحة التعظيم للسلطان أو الأمير ولكن هذا التعظيم ليس كتعظيم الله تعالى فهذه الذبيحه محرمه ولا يجوز أكلها (إراقة الدم عند إقباله وعلى مشهد منه )
_ أن يذبح باسم الله لغرض مباح = مباح مثال الذبح اكراما للضيف
_أن يذبح باسم غير الله لغرض مباح = شرك الإستعانة مثال :باسم الحسين لغرض مباح .
حكم التسمية واجبة عند الذبح ولو كان مباحا .
قال المصنف رحمه الله عن علي رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات (لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من آوى محدثا لعن الله من غير منار الأرض) رواه مسلم."
فوائد الحديث:
_اللعن : الطرد والابعاد عن رحمة الله.
_ من ذبح لغير الله متقربا لغير الله هو أهل للعن والطرد عن رحمة الله.
قال المصنف رحمه الله تعالى
وعن طارق بن شهاب: أن رسول الله ﷺ قال: دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما: قرب، قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا له: قرب ولو ذبابا، فقرب ذبابا، فخلوا سبيله؛ فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل، فضربوا عنقه؛ فدخل الجنة) رواه أحمد
فوائد حديث:
معنى الحديث [ أن قوما من المشركين كان لهم صنما وﻻيمكن ﻷي أحد أن يمر من تلك الطريق إلا أن يقرب شيئا لهذا الصنم فمر رجل فقالوا له قرب فقال : ليس لدي ما أقربه، قالوا قرب أي شيء ولو ذبابة فقرب ذبابة فخلوا سبيله ثم مات دخل النار ، وأما الرجل الثاني فإنه لم يشأ أن يقدم أي شيء لعظم التوحيد في قلبه فقتلوه فدخل الجنة ]
_فضيلة الصلابة في الدين وأن يكون الشرك في قلب الإنسان أعظم ما يكون
اذا كان تقريب ما لا منفعة فيه يوجب النار؛فإن من قرب ماهو أبلغ وأنفع سبب أعظم لدخول النار.
خطورة الشرك ولو في شئ قليل.
_فضل التوحيد وعظم ثمرته وأنه سبب لدخول الجنة _فضيلة الصبر على الحق.
إشكال :
إن الذي قرب ذبابة كان مكرها على ذلك فكيف يدخل النار :
- قيل أن الرجل كان كافرا أصلا وهذا التوجيه بعيد ﻻن النبي صلى الله عليه وسلم بين سبب دخوله النار أنه قرب ذبابة ، يعني كان مسلما
- أن العذر بفعل الكفر أو قوله من جملة اﻵصار التي رفعت عن هذه الأمة أي أن الأمم السابقة لم يكن يحل لهم أن يفعلوا الكفر أو يقولوه حتى في حال الإكراه.
-أن الرجل لم يكن مكرها فكان يمكنه أن يرجع فلا يشرك بالله
وإنما قتلوا الموحد ولم يتركوه يرجع لانه أهان صنمهم بقوله (ما كنت لأقرب لأحد شئ دون الله تعالى ) .
الآصار هي التكاليف
قال الله تعالى في سورة الاعراف (ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) قال الشيخ السعدي المشقات والتكاليف
تنبيه مهم:
من ذبح عند أساس البيت الجديد فإنه يذبح للجن وكذلك من ذبح عند شراء بيت جديد سواء والدليل قوله تعالى (إنه كان رجال من الجن يعوذون برجال من الإنس فزادوهم رهقا .) الجن
وكذلك من مرض أو مرض أحد أهله فذبح لاعتقاد أن الجن تؤذيهم فإن هذا من الذبح للجن لترفع عنهم الأذى وهذا شرك
ومن لم تكن عنده هذه النية فلا يجعلها ديدنه لأن
خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم
يكن يذبح ليشفى مريضه وانما قال (داووا مرضاكم بالصدقة )
وقال صلى الله عليه وسلم (خير صدقة الماء )
ولم يذبح عند كل نعمة تتجدد وإنما السنه السجود للشكر .
وخير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم
شاركنا بتعليق